مسئول في "أوقاف" سلطنة عـمان يتناول خبرة الوزارة في رعاية المصحف الشريف وضوابط التعاملِ مع القرآنِ الكريمِ تقنيا

مسئول في "أوقاف" سلطنة عـمان يتناول خبرة الوزارة في رعاية المصحف الشريف وضوابط التعاملِ مع القرآنِ الكريمِ تقنيا
** لنحرص على ديمومةِ حفظِ القرآنِ الكريمِ غرساً في الصدورِ باعتبارهِ المكانَ الآمنَ، بحيثُ يتمُّ صقلُه وتقويتُه في كلِّ وقتً وكلِّ صلاة ** الاعتماد في التعليمِ عندَ استخدامِ التكنولوجيا الحديثةِ على المصاحفِ الالكترونيةِ الرسميةِ والمجازةِ للنشرِ الالكترونيِّ فقط ** تعويد الناشئةِ على حفظِ القرآنِ الكريمِ منَ المصحفِ الشريفِ وعلى رسمٍ واحدٍ خشيةَ الوقوعِ في لبسٍ عندَ تغييرِ رسمِ المصحفِ ** نتطلع إلى صياغة مسودةِ البنودِ الأساسيةِ للوثيقةِ المرجعيةِ بالضوابطِ في استخدامِ التكنولوجيا الحديثةِ في مجالِ تعليمِ القرآنِ الكريمِ تعمل وزارة الأوقافِ والشؤونِ الدينيةِ بسلطنةِ عُمان على رعاية المصحفِ العمانيِ الذي تمتْ إجازته من قِبَلِ لجنةٍ متخصصةٍ بمجمعِ البحوثِ الإسلاميةِ بالأزهرِ الشريفِ عبرَ موقعِها في الانترنت وإتباع الضوابط والمعايير العلمية والتقنية لاستخدامِ التكنولوجياتِ الحديثةِ في التعاملِ مع القرآنِ الكريمِ حفظاً ونشراً وتعليماً والاستفادة من خبراتُ الدولِ والمجامعِ العلميةِ والبحثيةِ المشاركةِ وجهودُها في مجالِ تعليمِ القرآنِ الكريمِ باستخدامِ المستجداتِ التكنولوجيةِ. ويقدم لخبرة الوزارة في هذا الشأن - مـديـر دائـرة مــدارس القـرآن الكـريـم بوزارة الأوقـاف والشـؤون الـديـنـية سلطنة عـمان عبد العزيز بن مبارك بن عبد الله الراشدي- قائلا: إن الله سبحانهُ وتعالى تعهد بحفظِ القرآنِ الكريمِ إلى يومِ القيامةِ، قالَ جلَّ شأنُه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، مشيرا إلى أن القرآن الكريم كان منذُ نزولهِ في بدايةِ عهدِ الإسلامِ يُحفَظُ في الصدورِ ولمْ يكنْ مكتوباً، إلى أنْ تَولَّى عثمانُ بن عفانَ بمهمةِ جمعهِ ممنْ يحفظونَهُ من الثقاةِ وكتابتِهِ في مصحفٍ واحدٍ، وما ذلكَ الحرصُ إلاَّ الغيرةُ على أنْ لا يفقدَ أو يضيعَ أو يدخلَ إليهِ شيءٌ ليسَ منه، ومن ثم َتَواترَ حِفْظُ القرآنِ الكريمِ غَيباً في الصدورِ وكتابةً، ثُمَّ أُدخلتْ عليهِ أدواتُ اللغةِ العربيةِ بما يحفظُ سلامةَ نطقِهِ الصحيحِ كالنقاطِ على الحروفِ والتشكيلِ والتنوينِ والمدودِ والوقفِ والابتداءِ، وبما يحفظُ رسمَهُ السليمَ منْ أرقامِ الآيات والسورِ وتقسيمَه على ثلاثينَ جُزءاً وستينَ حِزباً ومواضعِ السجودِ وغيرِها. وأضاف مدير دائـرة مدارس القرآن: لقد قامَ العلماءُ المتخصصون في علمِ القرآنِ الكريمِ بضبطِ رسمِهِ والعملِ على عدمِ إجازةِ أيةِ نسخةٍ منَ المصحفِ الشريفِ إلاَّ بعدَ مراجعتِهِ حَرفاً حَرفاً والتدقيقِ عليهِ، وبإجازتِه رسمياً يجاز مرة أخرى للطباعةِ ثم للنشر، وبدخولِ التقنيةِ الحديثةِ المتمثلة في كتابةَ آيِ القرآنِ الكريمِ بالحواسيبِ الآليةِ توسَّعتْ مجالاتُ الأخطاءِ الإملائيةِ واللغويةِ فيهِ، وذلكَ أنَّ الطباعةَ البشريةَ للآياتِ دونَ الرقابةِ عليها من المتخصصينَ في هذا العلمِ مِنْ شأنِهِ إيجادُ الفرصةِ لوقوعِ الأخطاءِ وعَدَمِ ملاحظتِها وتصحيحِها، ويقعُ ذلكَ كثيراً في حالاتِ النشرِ التجاريِّ الماديِّ ومنَ الجهاتِ غيرِ المسئولة التي تنشرُ نُسخاً كبرامجِ الهواتفِ وتطبيقاتِها، أما الجهاتُ الحكوميةُ أو الرسميةُ والتي تسعى لنشرِ المصحفِ الشريفِ عبرَ وسائلِ التقنيةِ الحديثةِ كالانترنت مثلُ مجمعِ الملكِ فهدٍ لطباعةِ المصحفِ الشريفِ، فلا مجالَ يُذكرُ لورودِ الخطأِ إلاَّ التقنيُّ فقطّ لاَ منْ حيثُ الإملاء أو الرسمُ، ذلكَ أنها تعتمدَ على نظامِ ترميزِ الكلماتِ كصورٍ وليسَ مجموعةَ حروفٍ. وحذر من انتشار برامج حاسوبية وتطبيقات تعليمية كثيرةٌ للهواتفِ الذكيةِ دونَ تدقيقٍ لمحتوياتِها أو مراجعةٍ، في ظل ما تم الكشفُ عنْ بعضِ تلكَ النسخِ الالكترونيةِ بأنها مصنعةٌ منْ قبلِ منظماتِ غيرِ إسلاميةٍ بهدفِ تضليلِ المسلمين، وتلافياً لاستغلالِ تلك الثغراتِ في استخدامِ التكنولوجيا الحديثةِ في التعاملِ معَ القرآنِ الكريمِ، اقترح المسئول العماني عدداً منَ الضوابطِ والمعاييرِ في هذا الشأن وبيانها كالتالي: 1-الحرص التام على ديمومةِ حفظِ القرآنِ الكريمِ غرساً في الصدورِ، باعتبارهِ المكانَ الآمنَ، بحيثُ يتمُّ صقلُه وتقويتُه في كلِّ وقتً وكلِّ صلاةٍ. 2-إمكانية حفظِ القرآنِ الكريمِ في الحواسيبِ على نظامِ الصورِ فقطّ كما تُحفظُ المخطوطاتُ، لا بطريقةِ الكتابةِ. 3-سعي الجهاتِ الحكوميةِ الإسلاميةِ في إنتاجِ نُسخٍ إلكترونيةٍ رسميةٍ منَ المصاحفِ المجازةِ لدَيْها ونشرِها عَبرَ مواقعِها في الإنترنتِ، وتطويرِها لِبرامجَ وتطبيقاتٍ هاتفيةٍ، وعدمِ قَبولِ أو اعتمادِ أيةِ مصاحفَ إلكترونيةٍ غيرِ مجازةٍ أو مرخصةٍ للتداولِ الالكتروني. 4-الاعتماد في التعليمِ عندَ استخدامِ التكنولوجيا الحديثةِ على المصاحفِ الالكترونيةِ الرسميةِ والمجازةِ للنشرِ الالكترونيِّ فقط. وحول الضوابطُ والمعاييرُ التربويةُ لاستخدامِ التكنولوجياتِ الحديثةِ في التعاملِ معَ القرآنِ الكريمِ حفظاً ونشراً وتعليماً قال الراشدي: لقدْ أثبتتِ التجاربُ والخبراتُ أنَّ التعليمَ التقليديَّ منْ خلالِ حلقاتِ التحفيظِ هو الطريقةُ المُثلى لتعليمِ كتابِ اللهِ وحفظِه، ذلكَ أنَّ الصحابةَ رضي الله عنهم تعلّموا القرآنَ الكريمَ بالسماعِ والتلقي والمدارسةِ والتطبيقِ، فالحقُّ سبحانَه يقولُ مخاطباً نبيَّه: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} ، وكما رُوِيَ عنِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: أنهم كانوا يتعلَّمونَ القرآنَ عشرَ آياتٍ عشرَ آياتٍ، لا يغادرُونها إلى ما بعدَها حتى يُتقنوا ما فيها منَ العلمِ والعملِ، ولا ضيرَ منْ تربيةِ الناشئةِ على استخدامِ التقنياتِ الحديثةِ في التعاملِ معَ القرآنِ الكريمِ إلا أنهُ ينبغي تكثيفُ الرقابةِ والتعاملُ معها بحذرٍ شديدٍ. وتابع: إذا ما هيمنتِ التكنولوجياتُ الحديثةُ في تعليمِ القرآنِ الكريمِ فإنَّ هناكَ سماتٍ كثيرةً للتعليمِ التقليديّ سيُحرمُ منها ناشئةُ الأجيالِ القادمةِ، ومنها مايلي: 1-حضور حلقاتِ التحفيظِ: ففيها مزيةُ التآلفِ والتكاتفِ والتشجيعِ وإدخالِ الحماسِ لدى الناشئةِ في التنافسِ على السموِّ بمستوياتِهم الحفظيةِ، والسعيِ لإبرازِ المواهبِ والطاقاتِ لديهم. 2-الترديد الجماعيُّ: وفيه سمةُ القراءةِ الجماعيةِ وضبطِ مخارجِ الحروفِ والتصحيحِ التلقائيِّ للأخطاءِ ورسوخِ الحفظِ والتدربِ على المبادأةِ في القراءةِ المنفردةِ. 3-الاحتفال بختمِ الختمةِ "التيمينةِ": وهي عادةٌ عُمانية قديمة تقوم على فكرةِ الاحتفالِ والابتهاجِ باختتامِ أحدِ الطلابِ قراءةَ القرآنِ الكريمِ كاملاً، حيثُ يزفُّه المعلمُ والطلابُ جميعاً بفرحةٍ غامرةٍ منَ المدرسةِ إلى بيتهِ ويتناولون القهوةَ وما تيسرَ منَ الطعامِ، مما يرسخُ القيمَ لدى الناشئةِ لما للقرآنِ الكريمِ من أهميةٍ فيه وفي طلابهِ. وبناء على ذلك، رأى مـديـر دائـرة مــدارس القــرآن الكـريــم وزارة الأوقـاف والشـؤون الـديـنـية سلطنة عـمان أنه منَ الأهميةِ بمكانٍ المحافظة على الثوابتِ في التعاملِ معَ القرآنِ الكريمِ تربوياً والعملُ بالمتغيراتِ التكنولوجيةِ الحديثةِ بحذرٍ شديدٍ، ومنْ أهمِّ الضوابطِ والمعاييرِ التي ينبغي مراعاتُها، هي: 1-انتقاء البرامجِ القرآنيةِ الهادفةِ المنتجَةِ من جهاتٍ حكوميةٍ مسئولة عنها. 2-غرس القيمِ والمبادئِ الإسلاميةِ لدى الناشئةِ التي حضَّ عليها القرآنُ الكريمُ. 3-تعويد الناشئةِ على حفظِ القرآنِ الكريمِ منَ المصحفِ الشريفِ وعلى رسمٍ واحدٍ خشيةَ الوقوعِ في لبسٍ عندَ تغييرِ رسمِ المصحفِ. 4-إفهامُ الناشئةِ أنَّ لمسَ المصحفِ الشريفِ عبادةٌ بذاتِها ينبغي التمسكُّ بها. وعن جهود وزارةُ الأوقافِ والشؤونِ الدينيةِ بسلطنةِ عُمانَ في مجالِ تعليمِ القرآنِ الكريمِ باستخدامِ المستجداتِ التكنولوجيةِ قال الراشدي إن الوزارة تجري حاليا عددا من التجاربِ على استخدامِ وتطبيقِ نظامِ السبوراتِ الذكيةِ التي تعملُ باللمسِ منْ أجلِ معرفةِ مدى فاعليتِها قبلَ تطبيقِها فعلياً، ويتمُّ تغذيتُها بالمادةِ العلميةِ منَ المصحفِ العمانيِّ والمناهجِ العلميةِ المقررةِ لتعليمِ القرآنِ الكريمِ، مقترحا تشكيل لجنة دائمة بينَ المختصينَ في تعليمِ القرآنِ الكريمِ بالدول الإسلامية وتعنى بما يلي: 1-صياغة مسودةِ البنودِ الأساسيةِ للوثيقةِ المرجعيةِ بالضوابطِ في استخدامِ التكنولوجيا الحديثةِ في مجالِ تعليمِ القرآنِ الكريمِ. 2-تقديم الرؤى والمقترحاتِ فيما يخص تعليمَ القرآنِ الكريمِ بالدولِ المشاركةِ. 3-الاستفادة منَ التجاربِ والخبراتِ المستجدةِ لدى الدولِ الإسلامية. 4-الإعلان عن اكتشافِ أيةِ مصاحفَ أو برامجَ بها أخطاء. وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للداعية الإسلامي/ عبد العزيز بن مبارك بن عبد الله الراشدي لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين